بــــــــــــــغــــــــــــــداد
تـــــــــبـــــــــكــــــــــي
بـغـداد ُ تبـكـي قــد تـشـوّشَ بـالُـهـا
وتـبـدّلـت مـــن هـمِّـهــا أحـوالُـهــا
الـقـاتـلُ الـسـفّـاح ُ أرعـــب ليـلَـهـا
فـبـكـت تلـمـلـم جـرحَـهـا أطفـالُـهـا
بالأمس ِ كان الحُسنُ فيهـا ساحـراُ
ويثيـر فــي نفـسـي الهـيـامَ دلالُـهـا
أخّــــاذةً ســحــر الـحـيــاة تــزيـــدهُ
ويزيـنُ كــلَّ الـكَـونِ كــان جمالُـهـا
بـغــدادُ يـاجُـرحـاً يـلــوّع مـهـجـتـي
يـاآهـةً تـدمــي الـعــروقَ نصـالُـهـا
سنـحـطّـم الـقـيـدَ اللـعـيـنَ بعـزمِـنـا
وستنـتـخـي فـرسـانُـهـا ورجـالُـهــا
وتصول فـي سـاح المعامـعِ خيلُهـا
_فخـراً _ وتقتحـم الـردى أبطالُهـا
كـونـوا يـــداً يـاإخـوتـي وتـوحّــدوا
لا تجـعـلـوا كـــفَّ الـعِــدا تغـتـالُـهـا
فالأُسدُ إن قصـمَ الزمـانُ ظهورَهـا
ستصولُ ثأراً فـي الوغـى أشبالُهـا
* * *
هـــذي الـحـيـاةُ عجـيـبـةٌ أحـوالُـهـا
تعطـي وتبخـلُ كيـف شــاء خيالُـهـا
ورأيـتُ يفتـرشُ الأفـاضـلُ أرضَـهـا
وتـبــوّأت هـــامَ الــــذرى أنـذالُـهــا
وتـرى الكـرامَ وقـد دهاهـم بخلُـهـا
أمّــا البـخـيـل فـقــد كـفــاهُ نـوالُـهـا
سـتـظـلُّ بـغــدادُ الـعـروبــةِ عــزَّنــا
ويـظــلُّ يــصــدح ُ للهوى مـوّالُـهــا
هـبّــي مـواكــبُ عـزِّنــا وفـخـارِنــا
صولـي فقـد سـاد الــورى جهّالُـهـا
صولي فأنجـاسُ الأعاجـمِ قـد بغـوا
وتكـالـبـت فـــي سـاحِـنـا أرتـالُـهــا
والسّيـلُ قــد بـلـغَ الـزُّبـى لا ينثـنـي
والنفس في الأعماقِ ضاق مجالُها
بقلم الشاعر اسماعيل الراوي