شتَّ بي يوماً خيالي تحت ضغط الأمنياتْ ..
تحت سيل من مآسٍ كالبحار الهائجاتْ..
تحت أكداس المظالم والهزائم والشتاتْ...
فتلمست خيالي ؛؛؛ لأني قد يئست من سراجٍ في بحار الظلماتْ..
وتذكرت قريشاًَ "هبلاً " و " مناة " ثم "لات"..
عندما قد أيقنوا من أنها ؛؛ ليس إلا ترهاتْ ..
عندما قد شاهدوا نوراً حقيقيا أزاح الظلماتْ....
ركلوها ‘‘‘ كسروها ‘‘‘ جعلوها كالفتات ..
إنَّ أصناماً عبدناها دهوراً أدخلتنا في سباتْ !!.
سحقتنا سرف الظلم التي ؛؛؛ لم تزل فوق ربانا دائراتْ ..
رغم أنواع المهانات: تشبثنا "بلات" وتوددنا إلى "العزى" وقدسنا "مناة"...
فقريش الجاهلية أبصرت بعد العمى ،،، نهضت بعد السباتْ ....
والعقول الراقيات: نورها أضحى ظلاماً ؛؛ فعلها أمسى كلاماً ؛؛؛ عيدها ظل صياماً؛؛؛ جمعها أضحى شتاتْ...
العقول الرقيات !! أعطت المقود أولاد الطغاة ....
تحت هذا الضغط قد شت خيالي ..
فتخيلت الحبيب المصطفى غاضباً من كل ما يجري على سوح الحياة ؛؛ ما تركنا أحدا يرضى بمنهاج الطغاة !!،، ما تركنا مؤمناً يرضى من العيش الفتاتْ ...
ألف سحق ،، ألف سحق ،، للذين استبدلوا منهاجنا بالسفسطاتْ ...
قال : يا فاروق قم وانظر إلى أحوالهم !! إنَّ قوماً عندهم هذي الصفات ،،، يوشك الله بأن يأخذهم أخذ عاد وثمود والطغاة ...
خرج الفاروق كي ينظر أحوال الرعية .. لم يهيئ لحمايته سرية .. معه خادمه لو لا مهابته الجلية : ما عرفنا أيهم حادي الحداة...
أيها الموتى هلمّوا وانظروا حيا تظنونه ماتْ .....
ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
فرأى قصراً منيفا لم تكن تبدوا إليه الشرفاتْ...
حوله سدٌ من الصيد الأباة ..الصناديد الرماة .. ثم سد القاذفات .. ثم سد الراجمات .. ثم سد الطائرات ...
قال ما هذي الأمور المحدثاتْ ؟؟...
قال : يا مولاي عذراً هكذا صارت مقرات الولاة....
هكذا صارت مقرات الولاة؟؟؟!! والرعية كيف يلقون القضية؟ ...
كم من الأيام الذي يبغي وصولا للولاة؟؟!
قال:عشرات بل مئات !! عشرات بل مئات ؟؟؟!!
أعطني سيفي لكي تمحي الرؤوس العفناتْ ..
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ...
شاهدوا بعض البنايات الأنيقة .. حولها أبها حديقة .. يختلي فيها صديق و صديقة.
غضب الفاروق قال: إنها حقاً مغاني للتفاهات السحيقة..
قال: يا مولاي بل هذي فنادق ‘‘ أحدثوها ضد أخدود الخنادق ‘‘ أحدثوها كي يصمّون بها الآذان عن صوت البنادق ...
أعطني سيفي لكي تمحى ينابيع البوائق...
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ .. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ...
أنساء سافرات؟!! وشباب سائبون؟!! فتيات سائبات؟!! كاسيات عارياتْ ؟!! مائلات مميلات؟!!
إن سيماهم غريبات علي!
أعطني سيفي لكي تمحى رقاب الجاهلية..
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
فرأى طابور ناس بنظام وثباتْ ...
سأل الخادمَ ، ماذا يفعلون ؟ علَّها أشياءُ أمْـلتها تراتيب الحياة.....
قال: يا مولاي هذي (( سينما ))..
ما اسمها؟!! عدها علي!!
قال:هذي (( سينما ))قد أحدثوها بغية تعميم أفكار البغاة ‘‘‘ بغية تهديم أفكارالبناة والدعاة ‘‘‘ بغية تسميم أفكار الرعية والرعاة...
أعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفناتْ ...
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
فرأى حانوت بيع، ما القضية ؟؟! إنهم يزدحمون ... هل يبيعون تموراً يثربية؟؟!
فأجاب بكلام نبرات الحزن في طياته جدا جلية....
قال يا مولاي ذمي يبيع الخمر في تلك الربوع الأحمدية ؟؟!
في الربوع الأحمدية !!
أعطني سيفي لكي تمحى رؤوس الجاهلية
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
ما هناك؟قال: هذا مصرف يعطي قروضاً ربوية!؟!
ربوية !!؟ استحلوا الحرماتْ !؟؟... استحلوا الحرماتْ ؟!...
وهناك؟ قال: وكر للزناة .. وهناك؟ قال:ملهى للبغات ..وهناك؟قال: تلك دار للقضاة ومحامٍ للدفاع ومحارمٍ لهجوم وزوايا خافيات فيها تجبى الرشواتْ .. وهناك ؟قال:هذي جامعات من بنين وبناتْ ..وهناك؟قال:خلق قد أضاعوا الصلوات وغدوا يلقون غيا..
أعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس الجاهلية...
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
ما الذي حل بهذي الثكناتْ ؟
هي أمراض ثلاثة: الكروش .. والقروش .. والعروش..
هي آفات ثلاثة : النفوس .. والفلوس . و اتباع الشهواتْ..
ومضى يجوب الطرقاتْ...
فرأى جمعاً غفيراً .. طرحوا أمرا خطيراً ،، اقتراب منهم فهم يأتمرون علـََّهم رأس الخلاص.. استمع فيهم فهم مجتهدون يهتفون بحماس..
أنصت الخادم مشواراً طويلاً ... هزَّ رأساً متعباً جداً ثقيلاً..قال :يا مولاي لم أسمع سوى (قال وقيلا): (أنت درويش مع الدف تجول ) (أنت وهابي أنتم لا تحبون الرسول)...
((وأخو مرة بين الجمع مسروراً يجول))
( أنت أذانك بدعة ) (أنت أنكرت علينا سنة الجمعة ) (أنت دوماً تحمل مسواكاً طويل) (أنت ذو علم وذو فقه قليل )...
((وأخو مرة بين الجمع مسروراً يجول))
ما الذي نجنيه من هذا العويل ؟؟؟!
ببغاوات وأصداء لذي الخبث الأصيل ! وأصول الدين تعصفها رياح الخبث عصفاً...يا أخي ‘‘‘ واحمرت الآفاق نزفاً ويكاد الله أن يخسف بنا الأرض خسفاً...
والعقول التافهات:حرَّمت بيع الصخول .. حللت لحم العجول ..
أعطني سيفي لكي تمحى تخاريف العقول...
قال: يا مولاي زد صبراً عليّ.. ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
أين أفواج الدعاة؟؟
أين من قد غيروا مجرى الحياة؟!
أين أهل العلم ؟ أهل الباقيات الصالحات ؟!!!
قال يا مولاي هم كثر ولكن :! نصفهم عند البلاط !! يجمعون المكرماتْ !
ربع ألجمه الخوف لجاماً و تلا آية { لا تلقوا بأيديكم ...} فماتْ..
نصف ربع يملؤون المكتبات ببحوث راقياتْ !!...
نصف ربع قد تلاشى صوتهم في هدير المنكراتْ ..!!
قال فلنخرج إذاً نحو الفلاة ...
ومضى يمشي يجوب الطرقاتْ ...
سيطرات وحدود فاصلات !!من بناها؟؟!
قال يا مولاي أفواج الغزاة...
من غزانا : ؟! عابدوا عزى ولاتْ!!؟
قال بل كل الطغاة والعراة ... فاستباحوا الحرماتْ ...
قال : سحقاً...لا حدود.....لا حدود....لا سدود..
خذني نحو القدس مشتاق إليها .. حيث مسرى سيدي خير الوجود .. وأنا يوما تسلمت مفاتيح المدينة .. عندما كنا جنوداً.. عندما كنا أسود..
فأجاب بدموع انهمرت فوق الخدود...
قال :يا مولاي تحكمها اليهود!!
اليهود؟؟!!.. الخنازير القرود!!؟
أين عشاق الجهاد ؟!
أين أرتال الغزاة؟....
أين من كانوا خفافا .. كلما سمعوا حيلعة طاروا إليها بثبات ..؟!
كيف ناموا ؟!!.. كيف صلوا ؟!.. كيف قاموا ؟!..و يهود الغدر في المسرى أقاموا ؟!!!
قال: يا مولاي قد ذاعوا بياناً.. شجبوا واستنكروا ثم أدانوا ...
صرخ الفاروق : أهلك الله مدينا ومدانا ... ثم ماذا؟!
ثم فوضنا حنان لتعيد العتبات ..
من حنان؟ قال:هي امرأة قد سيّدوها يوم أن غاب النحاير الكماة ..
أتعيد المسجد الأقصى حنان؟؟! أتعيد السجد الأقصى نساء ؟! أي ذل وهوان قد علانا؟!
ثم ماذا ؟!
ثم ألهتنا تصاريف الحياة .. ثم نمنا بسبات .. و اغتنمنا عالم الرؤيا فحررنا جميع العتباتْ .. وكتمنا خبر التحرير سراً ..حيث ممنوع علينا كل رؤيا تغضب أولاد الطغاة....
رجع الفاروق مهموماً إلى خير البرية
((( اللهم أدرك أمة قد تردت في ظلام الجاهلية )))